Little Known Facts About الشر فيا.

فالمهم هو أنك عندما تفارق الحياة فليس الأمر في مكوث جسمك في الأرض ولكن في مكوث عقلك وفكرك في الأرض من أجل أن تخضرّ الأرض العاقلة العالمة الحركية بما عندك هنا وهناك .

وهذا لعمري منهج ثابت في كلام الله خالق العباد وواهب الحياة.

أن الذين ينطقون ولكنهم لا ينطقون بالكلمة التي تنفع الناس , بل كلامهم هجو ولغو , ولذلك عبّر الله سبحانه وتعالى عنهم بأنهم الصم البكم , والأصم هو الذي لايسمع والأبكم هو الذي لا ينطق لأن معنى أن تكون سميعا هو أن تعرف قيمة سمعك فيما يتصل بإنتاج الحياة من خلال ما تسمع.

إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةِ وَشَر فَجاءَنا اللَّهُ بِهذا الْخَيْرِ ِفَهَلْ بَعْدَ هَذا الخَيْر َمِنْ شَرٍ? قَالَ: «نَعَمْ» وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّر مِنْ خَيْر?

ومما تقدم نستطيع أن  ندرك أمراً له شأنه في توجيه مسائل الخير والشر، وتمييز قيمهما... ذلك أن مصادر الخير الحسي أقرب من مصادر الخير المعنوي إلى حواس الإنسان وإدراكه الأول الغريزي، فمنذ بدا كل منا يعي نفسه ويدرك ما  حوله، وجد كائنات الطبيعة وما إليها  من ظواهر حسيّة تحت سمعه وبصره:  يرى شخوصها، ويسمع أصواتها، ويذوق طعومها، ويشم روائحها، ويتفاعل معها بسائر حواسه...

وغني عن البيان أن الاستعداد للخير من إلهام روح الله تعالى الذي نفخه فينا... وأن الاستعداد للشر هو أثر استمداد الطبع من خصائص طينة الإنسان، وهذان الاستعدادان أصح ما فُسِّر بهما قوله تعالى:[وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا]  الشمس .

فمنذ أن أوحي سبحانه وتعالى لموسي عليه السلام بأن ثمة الشر في هالوقت اكثر من الخير عبدا أعلم يقيم بمجمع البحرين، وأوحي إليه أن يأخذ معه في سفره حوتًا ميتًا، ستعود له الحياة في مكان ما يقيم هذا العبد، إنفتحت سيرة أرض من شأنها التقلب نوماً ويقظة، موتاً وحياة.

معلومات عن محمد المهدي المجذوب محمد المهدي المجذوب السودان

دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ... أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب

ولنا أن نسأل : كيف نتعثر مع ذلك في فهم الخير والشر .. وكيف نتقي ذلك العثار ؟ وهل كتب الله تعالى علينا ذلك أو لم يكتبه ؟ وما مدى صلة القضاء والقدر بكل ذلك ؟ ذلك ما سنجيب عنه - إن شاء الله تعالى - في المقال التالي .

ومِن هنا كانت حكمته - عزَّ شأنه - وكان منهجه في كتابه الحكيم - قائمًا على تقديم الخير على الشر.

قصة السودان في الكون والوجود، تطابق الي حد بعيد في غموضها وغرابتها، قصة نبي الله “موسى” ، والعبد الصالح “الخضر”، الواردة في “سورة الكهف”.

وفي الآية من المعاني: أن مفهوم الآخرة ليس مقصوراً على دار الجزاء الأخروي بعد البعث، بل يشمل آخره بمعنى آخر، هي عالم الباطن الذي يغفل عنه الناس وهو حاضر معهم... آخره هي معدن خيرهم المعنوي ومصدره الذي تحدثنا عنه...

وكان مما زاد الأمر تعقيدًا أمام الإنسان في القديم، أن المعتقدات التي اعتقدها لم تستطع أن تجد حلاًّ لمشكلته هذه.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *